home
Vision
Imsikyah 2016 Ad
aldawah
fr en ar

 وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلاً۬ مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحً۬ا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ

facebooktwitter

Basel realestate site

Imsikyah 2016 Ad

RealEstateAd

contribution

 

تم الإستعانة بتفاسير الشيوخ سيد قطب و متولي الشعراوي في بعض المقالات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Flag Counter

 

 

 

 طلبُ العلمِ فريضةُُ‏‏

باسل عايد

قد روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ " طلب العلم فريضة على كل مسلم"

 

 رواه أحمد فى "العلل" ‏‏.

 

‏الصحيح أنه علم معاملة العبد لربه‏.‏

والمعاملة التي كلفها على ثلاثة أقسام‏:‏

اعتقااد، وفعل، وترك‏.‏

فإذا بلغ الصبى، فأول واجب عليه تعلم كلمتي الشهادة وفهم معناها وإن لم يحصل ذلك بالنظر والدليل، لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم اكتفى من أجلاف العرب بالتصديق من غير تعلم دليل، فذلك فرض الوقت، ثم يجب عليه النظر والاستدلال‏.‏

فإذا جاء وقت الصلاة وجب عليه تعلم الطهارة والصلاة، فإذا عاش إلى رمضان وجب عليه تعلم الصوم، فإن كان له مال وحال عليه الحول وجب عليه تعلم الزكاة، وإن جاء وقت الحج وهو مستطيع وجب عليه تعلم المناسك‏.‏

وأما التروك‏:‏ فهو بحسب ما يتجدد من الأحوال، إذ لا يجب على الأعمى تعلم ما يحرم النظر إليه، ولا على الأبكم تعلم ما يحرم من الكلام، فإن كان فى بلد يتعاطى فيه شرب الخمر ولبس الحرير، وجب عليه أن يعرف تحريم ذلك‏.‏

وأما الاعتقادات‏:‏ فيجب علمها بحسب الخواطر، فإن خطر له شك فى المعاني التي تدل عليها كلمتا الشهادة، وجب عليه تعلم ما يصل به إلى إزالة الشك‏.‏ وإن كان فى بلد قد كثرت فيه البدع، وجب عليه أن يتلقن الحق، كما لو كان تاجراً فى بلد شاع فيه الربا، وجب عليه أن يتعلم الحذر منه‏.‏

وينبغى أن يتعلم الإيمان بالبعث والجنة والنار‏.‏

فبان بما ذكرنا أن المراد بطلب العلم الذى هو فرض عين‏:‏ ما يتعين وجوبه على الشخص‏.‏

فأما فرض الكفاية‏:‏ فهو علم لا يُستغنى عنه فى قِوَام أمور الدنيا، كالطب إذ هو ضروري فى حاجة بقاء الأبدان على الصحة، والحساب، فإنه ضروري فى قسمة المواريث والوصايا وغيرها‏.‏

فهذه العلوم لو خلا البلد عمن يقوم بها حَرِجَ أهل البلد، وإذا قام بها واحد كفى وسقط الفرض عن الباقين‏.‏

ولا يُتعجب من قولنا‏:‏ إن الطب والحساب من فروض الكفاية، فإن أصول الصناعات أيضاً من فروض الكفاية، كالفلاحة والحياكة، بل الحجامة فإنه لو خلا البلد عن حَجَّام لأسرع الهلاك إليهم، فإن الذى أنزل الداء أنزل الدواء وأرشد إلى استعماله‏.‏

وأما التعَّمق فى دقائق الحساب، ودقائق الطب وغير ذلك، فهذا يعد فضله، لأنه يستغنى عنه

وقد يكون بعض العلوم مباحاً، كالعلم بالأشعار التي لا سخف فيها، وتواريخ الأخبار‏.‏

وقد يكون بعضها مذموماً، كعلم السحر، والطلسمات، والتلبيسات‏.‏

فأما العلوم الشرعية فكلها محمودة، وتنقسم إلى أصول، وفروع، ومقدمات ومتممات‏.‏

فالأصول‏:‏ كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإجماع الأمة، وآثار الصحابة‏.‏

والفروع‏:‏ ما فهم من هذه الأصول من معان تنبهت لها العقول حتى فهم من اللفظ الملفوظ وغيره، كما فهم من قوله‏:‏ "لا يقضى القاضي وهو غضبان" أنه لا يقضى جائعاً‏.‏

والمقدمات‏:‏ هي التي تجرى مجرى الآلات، كعلم النحو واللغة، فإنهما آلة لعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم‏.‏

والمتممات‏:‏ كعلم القراءات، ومخارج الحروف، وكالعلم بأسماء رجال الحديث وعدالتهم وأحوالهم، فهذه دهى العلوم الشرعية، وكلها محمودة‏.‏

العلوم المحمودة تنقسم إلى قسمين‏:‏

الأول‏:‏ محمود إلى أقصى غاياته، وكلما كان أكثر كان أحسن وأفضل‏.‏ وهو العلم بالله تعالى، وبصفاته، وأفعاله، وحكمته فى ترتيب الآخرة على الدنيا، فان هذا علم مطلوب لذاته، والتوصل به إلى سعادة الآخرة، وهو البحر الذى لا يدرك غوره وانما يحوم اُلمَحِّومون على سواحله وأطرافه بقدر ما تيسر لهم‏.‏

والقسم الثاني‏:‏ العلوم التي لا يحمد منها إلا مقدار مخصوص، وهى التي ذكرناها من فروض الكفايات، فان فى كل منها افتقاراً واقتصاراً واستقصاءاً‏.‏

فكن أحدَ رجلين‏:‏ إما مشغولاً بنفسك، وإما متفرغاً لغيرك بعد الفراغ من نفسك‏.‏

وإياك أن تشتغل بما يصلح غيرك قبل إصلاح نفسك، واشتعل بإصلاح باطنك وتطهيره من الصفات الذميمة، كالحرص، والحسد، والرياء، والعجب، قبل إصلاح ظاهرك، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى فى ربع المهلكات‏.‏

فان لم تتفرغ من ذلك فلا تشتغل بفروض الكفايات، فان فى الخلق كثيراً يقومون بذلك، فإن مهلك نفسه فى طلب صلاح غيره سفيه، ومثله مثل من دخلت العقارب تحت ثيابه وهو يذب الذباب عن غيره‏.‏

فإن تفرغت من نفسك وتطهيرها، وما أبعد ذلك ، فاشتغل بفروض الكفايات وراع التدريج فى ذلك‏.‏

فابتدأ بكتاب الله عز وجل، ثم بسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بعلوم القرآن‏:‏ من التفسير، ومن ناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، إلى غير ذلك‏.‏

وكذلك فى السنة، ثم اشتغل بالفروع، وأصول الفقه وهكذا بقية العلوم على ما يتسع العمر ويساعد فيه الوقت‏.‏

ولا تستغرق عمرك فى فن واحد منها طلباً للاستقصاء، فان العلم كثير، والعمر قصير، وهذه العلوم آلات يراد بها غيرها، وكل شىء يطلب لغيره فلا ينبغي أن ينسى فيه المطلوب‏ .

 

من صفات علماء الآخرة أن يعلموا أن الدنيا حقيرة، وأن الآخرة شريفة‏.‏ وأنهما كالضرتين، فهم يؤثرون الآخرة، ولا تخالف أفعالهم أقوالهم، ويكون ميلهم إلى العلم النافع فى الآخرة، ويجتنبون العلوم التي يقل نفعها إيثاراً لما يعظم نفعه، كما روي عن شقيق البلخي رحمه الله أنه قال لحاتم‏:‏ قد صحبتني مدة، فماذا تعلمت‏؟

قال‏:‏ ثمانية مسائل‏:‏

أما الأولى‏:‏ فإني نظرت إلى الخلق، فإذا كل شخص له محبوب، فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه، فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي‏.‏

وأما الثانية‏:‏ فإني نظرت إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ونهى النفس عن الهوى‏}‏ ‏[‏النازعات‏:‏ 40‏]‏ فأجهدتها فى دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى‏.‏

وأما الثالثة‏:‏ فإني رأيت كل من معه شئ له قيمة عنده يحفظه، ثم نظرت فى قوله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏ما عندكم ينفد وما عند الله باق‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 96‏]‏ فكلما وقع معي شئ له قيمة، وجهته إليه ليبقى لى عنده‏.‏

وأما الرابعة‏:‏ فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف، وليست

بشئ، فنظرت فى قوله الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن أكرمكم عند الله أتقاكم‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 13‏]‏ فعملت فى التقوى لأكون عنده كريماً‏.‏

أما الخامسة‏:‏ فأنى رأيت الناس يتحاسدون، فنظرت فى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏نحن قسمنا بينهم معيشتهم‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 32‏]‏ فتركت الحسد‏.‏

والسادسة‏:‏ رأيتهم يتعادون، فنظرت فى قول الله تعالى ‏:‏‏{‏إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً‏}‏ ‏[‏فاطر ‏:‏ 6‏]‏ فتركت عدواتهم واتخذت الشيطان وحده عدواً‏.‏

السابعة ‏:‏ رأيتهم يذلون أنفسهم، فنظرت فى قول تعالى ‏:‏‏{‏وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها‏}‏ ‏[‏هود ‏:‏ 6‏]‏ فاشتغلت بما له علي وتركت ما لى عنده‏.‏

والثامنة ‏:‏ رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم، فتوكلت على الله تعالى‏.‏

مختصر منهاج القاصدين

PDF طلبُ العلمِ فريضة

‏‏.‏

Ahsan

 

جميع الحقوق محفوظة © للدعوة 2013