تم الإستعانة بتفاسير الشيوخ سيد قطب و متولي الشعراوي في بعض المقالات

غربة الاسلام 2/2

باسل أحمد عايد
بولبو -16- 2014
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على النبي المصطفى محمد
بعد كتابتي للجزء الاول هناك من يشكك و يقول ليس هناك غربة بين المسلمين بعضهم البعض.. سوف ارد على اصحاب هذا الرأي ببعض الأمثلة:
-- الحرب الدائرة في سوريا بين المسلمين بعضهم البعض  وفي جميع أنحاء العالم، والأخ يقنل أخوه بإسم الإسلام ويقول يجب تطهير المسلمين اولا و من قال له انه على حق و من اعطه السلاح يجب أن يراجع نفسه لان القانل والمقتول في النار و الله اعلى و أعلم.
-- أخ كان يزور أخ مريض، فما كان رد فعل الأخ المريض قال له أنك تريد  تأخذ حسنات على مرضي.
-- اخت كانت تدعو اختها و تذكرها بالصلاة، فكان رد فعل الأخت المدعوة أن تفول لها آتردين أن تدخلي الجنة على حسابي.
-- أخ يبتسم في وجه أخيه بالمسجد فالأخر يكون رد فعله أن يتفداه و ينظر إلى جهة أخرى.
هذه بعض من الأمثلة علما بأنه الشخصيات التي في الأمثلة من المصلين، و ما اداراك في الذين لا يردون السلام.
هذا كان بعض من الاضاح لمن كان يشكك و يقول لا غربة بين المسلمين بعضهم البعض.
لكن الناس معادن و أحسنها المسلم، ولكن المعادن تصدأ، فيجب على المسلمين العودة للإسلام لكي يزدادوا بربقا كما كانوا في العصور الذهبية للإسلام.
نعود الى موضعنا الأساسي ما هو المنهاج لعودة المسلمين الى الازدهار بعد الغربة الثانية
سورة الإخلاص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
هذه السورة الصغيرة تعدل ثلث القرآن كما جاء في الروايات الصحيحة.
هذه السورة إثبات و تقرير لعقيدة التوحيد الإسلامية، و سورة الكافرون نفي لأي تشابه أو التقاء بين عقيدة التوحيد وعقيدة الشرك
وكل منهما تعالج التوحيد من وجه، وقد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يستفتح يومه  في صلاة سنة الفجر بالقراءة بهاتين السورتين....وكان لهذا الافتتاح معناه و مغزاه ...

هذه الأحدية عقيدة للضمير وتفسير للوجود ومنهج للحياة. كل موجود يستمد وجوده من الوجود الحقيقي لله، فاذا وضح مضى التصور، خلص القلب من كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة لله. وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله قي كل شيء يراه، ورد كل حدث الى السبب الأول الذي منه صدر وهذه هي الحقيقة التى عنى بها القرآن : "وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى"..."وما النصر الا من عند الله"..."وما تشاءون الا أن يشاء الله"... وغيرها كثير...
من هنا ينبثق منهج كامل للحياة، منهج لعبادة الله وحده، منهج للأتجاه الي الله وحده في الرغبة و الرهبة، في السراء و الضراء.
منهج  لتلقي العقيدة والقيم والموازين، والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم، والآداب والتقاليد. فكل هذا يكون عن طريق مصدر واحد هو الله.
منهج يربط بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب و الأنس و التعاطف والتجاوب.
ان الخلاص عن طريق العزلة سهل يسير. ولكن الإسلام لا يريده. لأن الخلافة في الأرض و القيادة للبشر جوهر المنهج الإلهي، إنه طريق أشق، ولكنه هو الذي يحقق إ نسانية الإنسان. وهذا هو انطلاق الروح إلى مصدرها الإلهي، وتحقيق حقيقتها العلوية. وهي تعمل في المجال الذي اختاره لها خالقها الحكيم.
من أجل هذا كله بانت الدعوة الأولى قاصرة على تقرير حقيقة التوحيد في القلوب. لأن التوحيد عقيدة للضمير، وتفسير للوجود، ومنهج للحياة. ليس كلمة تقال باللسان أو صورة تستقر في الضمير. إنما هو الأمر كله، والدين كله، ومابعده من تفصيلات لا يعدو أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة في القلوب.
الانحرافات الني أصابت أهل الكتاب من قبل، والني أفسدت عقائدهم و تصوراتهم و حياتهم، نشأت عن اطماس صورة اتوحيد الخالص.
تمتاز صورة التوحيد في العقيدة الإسلامية  بتعمقها للحياة كلها وقيام الحياة علي اساسها، واتخذها قاعدة للمنهج العلمي الواقعي في الحياة وتبدو آثاره في التشريع. وأول هذه الآثار أن تكون شريعة الله وحدها هي التي تحكم الحياة، فإنها لا تقوم إلا ومعها آثارها محققة في كل ركن من أركا ن الحياة........
 وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)
دعوة
إلي الهجرة إلي الله بتجريد التوحيد، والبراءة من الشرك الأكبر و الأصغر، والهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بتجريد المتابعة له. وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. إلى عدل و نور الإسلام و البصيرة.
غربة الاسلام 1

غربة الاسلام 1

جميع الحقوق محفوظة © للدعوة 2013